بقلم : الآنسة H.A
المستقبل الزراعي العالمي يحمل بين طياته الكثير والمثير من التكنولوجيا والتقنيات والمعارف، والتي حتما سيكون الجهل بها خطرًا كبيرًا ليس فقط على المستوى الإنتاجي الذي سيتزامن مع ظروف وتحديات أكبر بكثير من التحديات الحالية. بل إن التأثير سيشمل أيضًا الوظائف والمهارات والخبرات المطلوبة من المهندس الزراعي، فمن لا يملك تلك المهارات لن يكون له مكان وسط شراسة المنافسة على الوظائف مستقبلًا. وتزامناً مع مواجهة العالم للكثير من التحديات من قبيل التغير المناخي، وتحديات المياه الإقليمية سيكون من الأهمية القصوى بمكان استخدام تقنيات من قبيل الطائرات المسيرة بدون طيار، التي لا توفر الوقت والموارد فحسب، بل تعطي الخبراء بيانات موثوقة في الوقت المناسب. وبالتالي لا بد لمهندسي الزراعة المستقبليين الاطلاع على هذه التكنولوجيا واكتساب المعرفة اللازمة لاختيار الطائرة الأنسب لتطبيقاتهم، وتوضيح طرق تشغيلها بالشكل الصحيح ،والانضمام لدورات تدريبية للتدرب على كيفية تشغيلها، واستخدامها لجمع المعلومات وكيفية استخراج وتحليل تلك المعلومات.
يظهر الآن التساؤل حول الفائدة من استخدام الطائرات بدون طيار في مجال الزراعة يمكن للمزارعين من خلال استخدام الطائرات الزراعية بدون طيار مشاهدة حقولهم من السماء، هذه التقنية الذكية يمكن أن يظهر من خلالها العديد من الأمور المتعلقة بالزراعة مثل: مشكلات الري. اختلافات التربة. انتقال الآفات والفطريات وانتشارها بين المزروعات. كما تظهر الصور متعددة الأطياف عرضًا قريبًا من الأشعة تحت الحمراء بالإضافة إلى عرض مرئي للطيف، ويظهر الجمع بين المزارع الاختلافات بين النباتات الصحية وغير الصحية، وهو اختلاف لا يمكن رؤيته بالعين المجردة. يتم استخدام البيانات التي يتم جمعها في تقييم نمو المحاصيل وإنتاجها. بالإضافة إلى ذلك يمكن من خلالها القيام بمسح المحاصيل للمزارع بشكل مستمر حسب الحاجة. باستطاعة تكنولوجيا الدرون أن تقوم بإظهار الصور الأسبوعية أو اليومية أو حتى كل ساعة من التغيرات في المحاصيل على مدار الوقت. كما تظهر كذلك نقاط الاضطراب المتوقعة، وبعد تحديد هذه البقع، يمكن للمزارع محاولة تحسين إدارة وإنتاج المحاصيل. عند استخدام هذه التكنولوجيا سيتمكن الخبراء، والمختصين في المناخ منهم بالتحديد، من توفير الكثير من الوقت والموارد اللازمة لفهم مدى خطورة المشكلات الزراعية وتقديم الحلول لها في الوقت المناسب.
ومن فوائد استخدام الدرون في الزراعة كذلك: تعد هذه التكنولوجيا موردًا عظيمًا لتحليل التأثيرات التي يحدثها التباين المناخي في إنتاج المحاصيل وموارد المياه والتربة، وبالأخص في المناطق الهامشية من إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. أثبتت تقنية الطائرات المسيرة بدون طيار أنها من أفضل الموارد للخبراء الزراعيين، إذ يؤدي استخدامها إلى فهم وتحليل شتى المشكلات المتعلقة بالزراعة. تم استخدام هذه التكنولوجيا في القيام برش المبيدات على مساحات واسعة باستخدام طائرات الذكاء الاصطناعي بدون طيار. ومن شأن الاستعانة بالطائرات من دون طيار لرش المبيدات أن يوفر عدة مكاسب منها: يُحسن كفاءة هذه العملية. تقليل الوقت المستهلك للقيام بها. يساعد على إنجازها في الأراضي التي يصعب الوصول إليها. كما سيقلل من مخاطر تعرض الأيدي العاملة للمواد الكيميائية.